Al Masry Al Youm

فيلم الكيت كات

٧ ستات إقبال بركة

مشاهد الحى الشعبى ببيوته المتهاوية العتيقة وحواريه المليئة بالقمامة والأطفال الحفاة شبه العرايا فى أفلامنا القديمة، ناهيك عن لغة الحوار وطريقة الحديث طول الفيلم، كأننا نفاخر بهذه المشاهد، لا شك أن هذه المشاهد تلاشت أو ما يشبه ذلك فى الوقت الحالى، بعد الجهود التى تبذلها الحكومة فى عهد الرئيس السيسى من تجديد وتطوير فى الأحياء القديمة بالمدن والقرى. شاهدت مؤخرًا فيلم «الكيت كات»، ومن مشاهده اللافتة البطل الفنان الجميل الراحل محمود عبدالعزيز، )الشيخ حسنى(، يسير فى الشارع وحده، ويصطدم بكفيف آخر، ويسيران معًا، وكل منهما يجهل أن الآخر لا يبصر..!.

الفيلم فضيحة بكل تفاصيله؛ المومسات، الأطفال العراة الحفاة، غرز الحشيش، القمامة فى كل مكان..!.

ما الحل لهذا النوع من أفلامنا التى صورت الواقع )فى ذلك الوقت(!. هل يمكن كتابة تاريخ الإنتاج على كل فيلم كى يعرف مَن يشاهده بعد سنوات أن ما به من مشاهد فقر وقذارة اختفت من شوارع مصر )أو كادت(، وأن الوضع اليوم مختلف؟. أعرف أن مشاهد شبيهة موجودة فى كل أفلام العالم، وأتذكر على سبيل المثال فيلمًا للعالمية «صوفيا لورين»، فى مدينة روما، فيما بعد الحرب العالمية الثانية، ومشهد اغتصابها هى وابنتها.. إلخ.

فى الفيلم المصرى «الكيت كات»، يدخل النجم محمود عبدالعزيز السينما، رغم أنه كفيف، بل يشرح الفيلم لصديقه الكفيف. كيف؟.

لا أحد يشفق على الكفيف، حتى أمه أو ابنه ولا صاحبته!.

الابن لا يشفق على أبيه، ولا يعاونه، ويعامل المرأة المُدَلَّهة فى حبه ببرود شديد، وإن كان لا يمانع مواقعتها ثم يفشل.

ومن المشاهد المثيرة فى الفيلم أن البطل يقود «فسبا»، يفشل صاحبها فى إيقافه، مثيرًا الذعر فى الحى، ثم يصطدم بمحل بيع دواجن، فيتوقف، ثم يقود قاربًا، ومعه صديقه الأعمى، ولكنه يغرق، وينقذه الناس. ويكتشف الكفيف أن صديقًا له قد مات، وهو جالس مكانه، دون أن يشعر به أحد، فيضعه فى عربة يد ويدفنه..!، ومن التفاصيل الغريبة أن الشرطة تكتشف وكرًا للحشيش، ويقبض الضابط على مَن يجدهم فى الوكر..!.

ثم نعرف أن رجلًا يرغب فى شراء الدكان، ولكن بطلنا الكفيف يرفض أن يبيع لأنه يرغب فى ترك الدكان لابنه. وينتهى الأمر بأن يفضح بطلنا الكفيف الجميع بسرد فضائحهم فى الميكروفون، ويسمعه الجميع. أخيرًا يعزف الشيخ حسنى، هو وابنه معًا، كل منهما على عوده، وينتهى الفيلم بأن يقود الكفيف «الفسبا»، وابنه وراءه، وهما يضحكان فى سعادة!.

أعترف بأننى استمتعت بمشاهدة الفيلم مؤخرًا، رغم اعتراضى على الكثير من تفاصيله. وقد برع الفنان محمود عبدالعزيز فى دور الكفيف، بحيث صدّقت أن محرومًا من البصر يمكن أن يؤدى كل تلك الأعمال، حتى إنه يقود «فسبا».!

قضا)ا ساhنة

ar-eg

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/282634626629128

Al Masry Al Youm