Al Masry Al Youm

ثانقوراقةفبحثةي الأزقلاالتربحيةوعلاىرقيم

أمينة خيرى ‪aminakhairy@ gmail. com‬

عنو ة«م الحوار فى الوطن العربى» استوقفنى كثيراً فالمأزق كبير ومريع، وبسبب مشاغل الحياة وتواتر كوارث الكون الطبيعية وتلك المصنوعة بأيادى البشر وأدمغتهم لم يعد أحد يتوقف كثيرا لمناقشة القيم السائدة وأثرها على المجتمع.

وأتساءل فعلا عن التربية على قيم الحوار فى مصرنا العزيزة. هل بالفعل نحن- أسرة ومدرسة وإعلام وشارع وثقافة- نربى بناتنا وأبناءنا على قيم الحوار؟ جيد جدا أن يكون هناك درس فى كتاب القراءة عن أهمية الحوار ومكانته فى المجتمع، أو أن يٌطلب من التلاميذ كتابة موضوع تعبير عن «أهمية الحوار فى حياتنا»، لكن هل هذا يكفى؟ وكيف يفسر الصغار ما قرأوه وكتبوه عن أهمية الحوار والاستماع للآخر وقبول وجهات النظر المختلفة دون شرط اعتناقها بالإضافة لحفظ شروط الحوار الصحى وقواعده، ثم يعايشون خرقا مستمرا من قبل المجتمع لما قرأوه وكتبوه وحفظوه؟!.

هل العلاقات بين أفراد الأسرة قائمة على الحوار أم على «شكم الستات» وإسكات العيال والضحك على ذقون الرجال بأن تأخذهم «الستات على قد عقلهم؟! وإن لم يحدث ذلك، فإن البيت يشتعل حربا؟!، وهل ما نراه على شاشات التليفزيون حوار، حيث آراء مختلفة وتوجهات ليست متطابقة دون إشعال الاستوديو حربا ضارية على الهواء، ثم «شاهد قبل الحذف»!؟ وهل ما نراه فى الشارع وفى العلاقات يطغى عليه الحوار؟ أم تطبيق مبدأ البقاء لأقوى سواء كان الأعلى صوتاً أو الأضخم عضلات إلى آخر صيغ التفضيل؟.

وأعود إلى المدرسة حيث المدرس الذى يشرح للتلميذ درس الحوار، ويقرأ موضوع تعبيره، ويسمع له «ما هى قواعد الحوار؟»، هل المدرس نفسه والمدرسة نفسها تؤمن بالحوار، بل هل تعى ما هو الحوار؟.

افرض مثلا أن مدرسة ترتدى النقاب تشرح للصغار درس الحوار وأهمية الاستماع لوجهات النظر المختلفة باحترام دون شتم المختلف أو سبه، ثم سألها تلميذ عن سبب ارتدائها النقاب، فردت بأن هذا هو صحيح الدين أو أنها بذلك تتقرب إلى الله أكثر أو لضمان الجنة... إلخ، ثم أخبرها التلميذ أن أهله فى البيت يصفون النقاب بأنه تطرف ومغالاة وأن مقياس دخول الجنة ليس الملابس، فكيف سيكون رد فعل المدرسة؟ غالبا ستقول، وإن لم تقل، فإن ما سيدور فى مخيلتها هو أن أم الصغير بكل تأكيد تنزل من بيتهم عارية وأن الأب «ديوث» كما بات متداولا فى قاموسنا الجديد.

درس الحوار الذى يحفظه الصغار لا يقف على طرف نقيض من مفاهيم تتعلق بتفسيرات الدين فقط وطريقة فهمنا وتطبيقنا له، لكنه يتعلق بكل كبيرة وصغيرة فى حياتنا. فلان تعاطف مع منة شلبى فى الواقعة الأخيرة، إذن هو مدمن وفاسق وزنديق. فلان يرى أنها أخطأت وعليها أن تتحمل ذلك، إذن هو قاسى القلب جاهل بما يجرى فى الغرب منغلق، وقائمة ثقافة اللاحوار طويلة جدا.

قضا)ا ساhنة

ar-eg

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/282638921596424

Al Masry Al Youm