Al Masry Al Youm

لا يكذب ولا يتجمل!

حمدى رزق

لافت النشاط البرلمانى المحموم تجاه مراجعة خطط الحكومة فى مختلف القطاعات، وهذا محمود لنواب المجلس، ومُقدَّر لرئاسته، المستشار «حنفى جبالى»، الذى يسمح بأريحية باستخدام الأدوات البرلمانية، )طلبات إحاطة وأسئلة ووو..(، بلغت حد الاستخدام المفرط أحيانًا، نحو ١٠٠ طلب وسؤال فى مواجهة وزير الصحة، الدكتور خالد عبدالغفار.

طالعت أخيرًا مجمل الأسئلة والطلبات ومناقشات السادة النواب، ٥٩) طلب إحاطة، و١١ سؤالًا، و٣ طلبات مناقشة عامة(، فى مواجهة «أحمد عيسى»، وزير السياحة والآثار.

ولفتنى بشدة، فى ردود الوزير، فارق السرعات، أو لنقل فارق مساحات الخيال. الأسئلة فى غالبيتها غارقة فى المشاكل السياحية والأثرية المحلية، طاحونة أثرية، مدفع من مخلفات الاحتلال الإنجليزى، مسجد أثرى سقط سهوًا من خطة الإعمار، التى يتولاها بكفاءة وزير الأوقاف، الدكتور «محمد مختار جمعة».

لفتتنى إطلالة الوزير الشاب وهو يحلق فوق الواقع، الذى جسدته الأسئلة المعتبرة، والواقع، كما لخصه الوزير، بعد دراسة معمقة، أن العجز فى الحساب الجارى، )٢٠ مليار دولار(، ولو كان عدد السياح قد وصل إلى المستهدف )٣٠ مليون سائح( لكان العجز )صفرًا(!.

وطرح الوزير سؤالًا فى مواجهة أسئلة النواب المحترمين: لماذا لا يزور مصر ٣٠ مليون سائح؟!.

ولم يترك الوزير النابه النواب فى حيرة من أمرهم، بل أجاب عنهم، بدراسة علمية أجرتها الوزارة، استهدفت مئات الملايين من السياح فى العالم، أكدت أن هناك )٢٧٢ مليون سائح(، فى ١٢( دولة(، أكدوا جاهزيتهم ورغبتهم للسياحة فى مصر.

يُقال: «ألقى الكلامَ على عواهنه»، قاله من غير فكرٍ ولا رَوِيَّة، الوزير لا يلقى بالأرقام هكذا على عواهنها، بل لفت الوزير النواب )بأفكار خارج الصندوق(، وطالب فعليًّا بمضاعفة عدد المقاعد فى الطيران، تنسيقًا مع وزير الطيران، وكانت النتيجة مثمرة. فى يوليو الماضى، بلغ عدد مقاعد الطيران إلى مصر من روسيا ٥٥٠٠) مقعد(، وصلت فى أكتوبر الماضى ٢٠) ألفًا و٣٠٠ مقعد(. الحساب هنا دقيق بالمقعد، وهذا رقم مهم فى ظل الصدمة السياحية المتخلفة عن الحرب الروسية الأوكرانية، والتى كلفت مصر نحو )4٠%( من المدد السياحى )الروسى/ الأوكرانى(.

يحلق الوزير، وكأنه يركب بالونًا طائرًا فى سماء الأقصر، ويقول: «إن المسار الآخر الذى تعمل عليه الوزارة، جودة المنتج السياحى، وتحسين مناخ الاستثمار السياحى، ورقميًّاحتى لا يشطَّ بنا الخيال السياحى الجامح- عدد الغرف الفندقية المتوفرة حاليًا )فقط ٢١١ ألف غرفة(، ونحتاج )نصف مليون غرفة( لاستقبال

٣٠( مليون سائح(، تكلفتهم لا تقل عن ٢٠) مليار دولار(، ومستوجب تشجيع الاستثمارات السياحية.

الوزير لا يكذب ولا يتجمل، والأرقام أقل بكثير من الطموح السياحى المستحَقّ مصريًّا، فقط نملك ٨ آلاف منشأة سياحية و٢٢٢٠ شركة سياحة و١٣٠٠ مركز سياحى و١٢ ألف مرشد سياحى و٢٠٠٠ مقصد سياحى، منها ٣١ متحفًا مفتوحًا، من أصل 4١ متحفًا قائمة.

فاتورة ثقيلة مطلوبة لتطوير المناطق السياحية، حتمًا لابد من تحملها من لحم الحى للوصول إلى المستهدف )٣٠ مليون سائح(.

هكذا حدد الوزير خارطة الطريق المستقبلية، يبقى التكاتف الحكومى، والمساندة البرلمانية، ونفرة المستثمرين السياحيين إلى استغلال المقاصد السياحية لتعويض الفاقد الوطنى من الحرب الروسية الأوكرانية، وهذا ليس بعيد إذا خلصت النوايا وتخلصنا من المعوقات والعكوسات البيروقراطية.

مساحة رأى

ar-eg

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/283124252900872

Al Masry Al Youm