Al Masry Al Youm

إيلون ماسك لا يهتم أبدًا بفشل «تويتر» لكنه يريد تحقيق مكسب سياسى

إن إعادة حساب ترامب إلى وضعه السابق لن يعيد الأيام التى كان فيها الرئيس السابق يساوى مليارى دولار بالنسبة ل«تويتر» فى عام واحد، لكنه يشير إلى المكان الذى يريد ماسك أن يأخذ إليه المنصة.

ريتشارد سيمور نقلً عن صحيفة «ذا جارديان» البريطانية ترجمة - فاطمة زيدان

بعد أن قال المالك الجديد لتطبيق «تويتر»، الملياردير إيلون ماسك، إنه لن يتم اتخاذ قرار إعادة حساب الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب على التطبيق حتى يتم إنشاء مجلس للإشراف على المحتوى، فقد اتخذ القرار بعد إجراء استطلاع سريع على الموقع، كما أعاد تنشيط حسابات المغنى الأمريكى كانى ويست الذى كان قد تم حظره بسبب تعليقاته المعادية للسامية، والمؤثر على مواقع التواصل الاجتماعى أندرو تيت، الذى تم حظره فى عام ٢٠١٧ لانتهاكه شروط الخدمة.

وهذا يضع المعلنين المتوترين بالفعل، الذين يمثلون حوالى ٩٠% من عائدات الشركة، فى وضع غير مستقر، وقد دعت الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين NAACP() الشركات الكبرى إلى وقف الإعلان على «تويتر»، وكثير منهم فعلوا ذلك بالفعل، فيما يهدد قرار عودة ترامب برد فعل سياسى أوسع للمنصة، خاصة بين المستخدمين، حيث يخضع ماسك بالفعل لتحقيق فيدرالى لسلوكه أثناء إجراء صفقة الاستحواذ. وعلى الرغم من أن ماسك هو أغنى رجل فى العالم، إلا أن القليل جدًا من تصرفاته منذ شراء «تويتر» تشير إلى أن لديه حسا تجاريا جيدا، وهو ما قد يعود إلى أسلوب إدارته بشكل عام لشركاته الأخرى فهو يحكم بالخوف، وخرق القانون، وفصل الموظفين الذين ينتقدونه، ويبدو أنه يريد نقل نفس النمط فى «تويتر»، وذلك بناءً على قناعته التى لا يتراجع عنها على ما يبدو والتى تتمثل فى أنه هو مَن يعرف أفضل، لكن اهتمامه بتويتر ليس تجاريًا فقط، فمن الواضح أنه يعتقد أن الإدارة القديمة للمنصة كانت منحازة إلى اليسار، وأنه يود استعادة المناخ الودى للمشاغبين اليمينيين، ويبدو أن الهدف هو إعادة تصميم «تويتر» وتغيير سياسته المتصورة.

ولذلك، اشترى ماسك منصة لا يعرف عنها إلا القليل وبدأ يتحرك بسرعة ويكسر كل القواعد، كما كانت عملية الشراء نفسها، التى أضافت ١٣ مليار دولار إلى ديون الشركة، أول جرح مالى تتعرض له المنصة، والثانى هو الطعنة التى تعرض لها الموظفون، مما جعل المعلنين متوترين، كما أن الأمر أثار حفيظة لجنة التجارة الفيدرالية، حيث أقال عددًا هائلاً من الموظفين قد يصل إلى نصفهم، وذلك قبل أن يتوسل بعضهم للعودة مرة أخرى، لكنه وصفهم فى إحدى الرسائل التى تم تسريبها بأنهم «ضعفاء وكسالى»، وقال إنه يمكن بسهولة طردهم مرة أخرى.

فقد طرد ماسك ما يقدر بنحو ١٢٠٠ موظف، بما فى ذلك المهندسون المسؤولون عن إدارة المحتوى وتسوية الأخطاء، حتى إنه بعد أن دخل فى نزاع مع أحد مهندسى الشركة فقد قام بطرده من خلال تغريدة نشرها على حسابه.

وبالنظر لسلوك ماسك على الإنترنت فإن صورة منصة «تويتر» قد باتت تبدو سيئة، ومع ذلك، فإنه لا يوجد شىء فى سلوكه هذا يوحى بأن الفوضى الموجودة فى المنصة تتعلق فى المقام الأول بالأعمال التجارية، فوفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، فإنه لم يتم تشجيع ماسك على الاستحواذ على الشركة من قبل المدير التنفيذى المخلوع جاك دورسى فحسب، لكن أيضًا من قبل شبكة من المليارديرات اليمينيين المقربين من الملياردير، بما فى ذلك مؤسس شركة «PayPal» بيتر ثيل، إذ رأى هؤلاء أنه من الأفضل إدارة تويتر باعتبارها شركة مملوكة للقطاع الخاص.

وتقول «وول ستريت جورنال» إن أحد أسباب اهتمام هؤلاء اليمينيين بماسك ربما كان تطور انتمائه السياسى، فعلى الرغم من أنه كان ذات يوم وسطيًا ويدعم أندرو يانج، إلا أنه رفض بشدة حظر ترامب على «تويتر»، واعتقد أن سياسات تعديل المحتوى المنصة مدفوعة بالسياسة، وادعى أن المنصة كانت متحيزة لليسار المتطرف، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق إذ وجد البحث الداخلى الخاص بتويتر أن المنصة تضخم محتوى الجناح اليمينى.

وقد أصبح ماسك مقدمًا للمعلومات المضللة، وذلك على سبيل المثال حول فيروس كوفيد-١٩ والهجوم على بول بيلوسى )زوج رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسي(، وبصفته الرئيس التنفيذى لشركة تويتر، فقد استخدم المنصة لتشجيع الناخبين على دعم الجمهوريين فى انتخابات التجديد النصفى للولايات المتحدة، وعندما خسروا، نشر نظرية مؤامرة مفادها أنه قد تم غسل الأموال لصالح الديمقراطيين.

وقد يشير هذا إلى أن استحواذ الملياردير على المنصة كان، جزئيًا، خطوة سياسية تهدف إلى تعطيل شبكات الاتصالات التى ادعى اليمين الأمريكى مرارًا أنها متحيزة ضده، فأهمية هذه المنصة، ككيان سياسى، تتجاوز وزنها التجارى، إذ إنها ازدهرت فى أيامها الأولى بسبب ارتباطها بالبيت الأبيض فى عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، ودورها المفترض فى ثورات تويتر )وهى العبارة التى استخدمتها وزارة الخارجية الأمريكية(، كما كان يُنظر إلى المنصة على أنها وسيلة لإبراز نفوذ الولايات المتحدة فى الخارج، إذ إنها كانت محورية فى المعارك السياسية بسبب الطريقة التى استخدم بها النشطاء والسياسيون والصحفيون المنصة، وعلى الرغم من وجود عدد أقل بكثير من المستخدمين من فيسبوك وتيك توك، فإن تويتر كانت ولاتزال أداة قوية لتشكيل الخطاب العام، ولذا فإن مَن يسيطر عليها، سواء كان يعرف ما يفعله أم لا، يمتلك سلطة سياسية حقيقية.

وعلى الرغم مما يعتقده ماسك، فإن مجلس إدارة تويتر القديم لم يمارس هذه القوة لليسار، أو حتى لليبراليين، فقد تطورت سياسات تعديل المحتوى الخاصة بهم بمرور الوقت لإرضاء المعلنين والحكومات، كما أنهم لم يرغبوا فى التخلص من مختلف المشاهير الفاشيين واليمينيين المتطرفين، لكنهم أُجبروا على ذلك، والآن، فى ظل حكم الرجل الواحد الخاص بماسك، فإنه قد تتم إعادة تنظيم تويتر، لكن من الضرورى أيضًا إعادة التوازن إلى بيئات المعلومات عبر الإنترنت لصالح الحق.

إن إعادة حساب ترامب إلى وضعه السابق لن يعيد الأيام التى كان فيها الرئيس السابق يساوى مليارى دولار بالنسبة ل«تويتر» فى عام واحد، لكنه يشير إلى المكان الذى يريد ماسك أن يأخذ إليه المنصة.

مساحة رأى

ar-eg

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/283141432770056

Al Masry Al Youm