Al Masry Al Youm

اعتذار لا طائل منه

وَماذا أَفعلُ بأَسفِكَ طالمَا مَشهَد الإساءَة لا يزالَ عالقًا فى ذاكرَتى؟ سؤالٌ يستحق الدراسة والفهم، سؤالٌ يجول بخاطرِ الغالبيةِ العظمى، بعد أية نوبةِ تنمرٍ يتعرضون لها، أو سخريةٍ مبالغ فيها. قد يكون الرد حينها قاتلً للطرفِ المتنمر، لكن الصمت قد يكون أبلغ من الكلم، لأنك تتعاطى مع الموقف مرة أو مرتين وربما ثلثًا. إن زاد زادت الحساسية وزاد رد الفعل، وقد يتحول إلى وحدٍة أو تجاهلٍ متعمد، أو فصلٍ من نوعٍ خاص للسيطرةِ على النفس، وأخذها فى الاتجاه العقلى الذى ينذرُ بردِ فعلٍ مباغت قبل البدء فيه. هى حقيقةٌ نفسية مؤكدة، لا يمكن تجاهلها أو التخلص عنها كفكرة، فالتعرض بكثافة لسلوك غير مناسب من قبل الآخرين، حتى وإن كان على سبيل الدعابةِ والمزاح، يقبل مرة أو اثنتين أو ثلثًا فى مجمله، كمجموعةٍ من الرفاق، ومن أفرادٍ بعينها، ليس متاحًا للجميع. وهناك جانبٌ آخر أكثر ظُلمة، وهو التمادى فى الحزنِ والضيق، التكلف فى التعامل مع حساسيةٍ مفرطة وسوء تقديرٍ للأمور، لكونها من منظورٍ ضيق، كمن حشر نفسه فى عنق زجاجة، فل يقوى على الخروج ولا السماح لأحد بمساعدته، أو حتى سماع اقتراحاتهم لإنقاذه، فيظل عالقًا بين مشاعره المشتتة، ورغبته فى التواصل مع الآخرين بأريحية ولا يصل ولا يريح ذاته. وهذه تُعد إساءة للنفس أكثر وأشد ضراوة من الإساءة من الآخرين ومدى تقبلها. التغاضى والتقبل ومنح الفرص كفيلة بجذب قلوب الآخرين وأرواحهم لا ملمحهم فقط، الابتسامة والعتاب والرغبة فى التواصل أمر فى غاية الأهمية لا فرار منه، كى ننعم ببعض الراحة والهدوء والسكينة.

أسماء عبدالخالق- القاهرة

samakamohamed7790@gmail.com

حوادث وقضايا

ar-eg

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

2022-11-27T08:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/283652533878280

Al Masry Al Youm