كثرة الجلوس تُصنف ك«تدخين جديد»

لا تقتصر العادات غير الصحية على الأطعمة أو عدم ممارسة الرياضة، فالجلوس إحدى تلك العادات، وذهب بعض المختصين إلى حد وصفه بأنه "التدخين الجديد"، بينما جاء الحل فى المشى.

وتبين أن الجلوس لفترة طويلة جدًا، سواء على الأريكة أو العمل، يعد أمرًا سيئًا للغاية بالنسبة للصحة، ويرتبط الجلوس المطول لأكثر من 6 ساعات بمجموعة كاملة من الاضطرابات الأيضية مثل السكرى والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة.

وعند كبار السن، قد يؤدى السلوك المستقر إلى إضعاف جزء الدماغ المهم لتكوين الذاكرة، وفقًا لبعض الدراسات. ويمكن القول إن الترياق الوحيد هو تحريك الجسم قدر الإمكان، وحدد الأطباء المدة الزمنية المناسبة وهى 5 دقائق من المشى مقابل كل نصف ساعة من الجلوس.

وفى دراسات سابقة، وجد الباحثون أنه إذا قمت بتبديل 30 دقيقة من الجلوس لمدة 30 دقيقة من النشاط البدنى، فإن ذلك يقلل من خطر الموت بنسبة 17 %بتمارين خفيفة الشدة أو 34 % بممارسة النشاط البدنى المعتدل. ولتحديد فوائد المشى، ركز الباحثون على قياس نسبة السكر فى الدم وضغط الدم، وتابعوا رحلة 11 من البالغين الأصحاء فى منتصف العمر وكبار السن إلى مختبرهم فى جامعة كولومبيا الأمريكية لمدة 8 ساعات يوميًا طوال 5 أيام فى الأسبوع لعدة أسابيع.

ووجد الباحثون أن من بين جميع الإجراءات الروتينية المختلفة، فإن 5 دقائق من المشى بعد

30 دقيقة من الجلوس كان لها أكبر تأثير على الصحة قصيرة المدى، إذ انخفضت مستويات الجلوكوز فى الدم بعد تناول وجبة كبيرة بنسبة

58% مقارنة بتجربة التحكم، وأدت استراحة المشى لمدة دقيقة واحدة بعد 30 دقيقة أيضًا إلى انخفاضات متواضعة. كما انخفض ضغط الدم بمقدار 4 إلى 5 مليمترات من الزئبق لجميع إجراءات استراحة المشى مقارنة بالتحكم، ويقول القائم بالدراسة إن هذا التأثير يمثل انخفاضًا مشابهًا لما تتوقعه إذا مارست الرياضة يوميًا لمدة 6 أشهر. وأظهرت الدراسات أن التمارين المنتظمة يمكن أن تخفف من الاكتئاب والقلق، إذ يقوم دماغك بإفراز الإندورفين الذى يمنحك شعورًا بالسعادة والمواد الكيميائية الطبيعية الشبيهة بالقنب التى يمكن أن تعزز حالتك الصحية. ويمكن أن يساعد أيضًا فى الإدراك وتقليل خطر الإصابة باضطرابات الإدراك العصبى مثل الخرف، رغم أن تحسين الإدراك لم يكن شيئًا لاحظته هذه الدراسة فى أى من فترات الراحة القصيرة للمشى.