Al Masry Al Youm

«زهرة الكون» تقاوم قسوة الحياة

أماني محمد

أفكار متنوعة ومعانٍ فلسفية وقضايا سياسية واجتماعية واقتصادية عرضتها الفنانة كاريل حمصى فى أحدث معارضها « زهرة الكون » ، الذى افتتح الأحد الماضى بقاعة الزمالك للفن، لتقاوم الكآبة وقسوة الحياة بألوان مبهجة بعشرات من الزهور والنباتات الدالة على الحياة والنمو والخير، بزهور عباد الشمس والخرشوف والقطن والذرة والعنب تحاول الاستمرارية والسعى لإيجاد السام النفسى.

كاريل حمصى فى معرضها الجديد، حاولت كاريل حمصى أن تتصدى لحالة الضعف بقوة الإيمان والحلم بغد مشرق أكثر خضرة ونماء، ف«زهرة الكون» ليست مجرد أزهار بعينها ولكنها معانٍ أعمق للمرونة والاستمرارية والسعى ومواجهة الضغوط وعدم الاستسام لها والبحث عن الجمال واستشعاره، وعرض قضايا تشغل اهتمام المجتمع، وأماكن يحبها الجميع كحديقتى الحيوان والأورمان وما تمثلهما من مكانة وقيمة.

وتتنوع الأعمال المشاركة فى المعرض، الذى يستمر حتى 22 فبراير، فبعضها أعمال فنية جديدة تبتعد قلياً عن التشخيص الذى اعتادت الفنانة عليه فى أعمالها ومعارضها السابقة وآخرها «سيمفونية الحياة» الذى استضافته القاعة ذاتها فى 2019، لتركز على النباتات والزهور والحدائق، فحاولت أن تركز على أوضاع حديقتى الحيوان والأورمان وما لهما من ذكريات فى قلب المصرين وما آلت إليه أوضاعهما حاليًّا.

كما تركز المجموعة الجديدة على الحيوانات كرفاق فى حياتها فيتكرر ظهورها فى أعمالها، وتتناول قضية انقراض وحيد القرن الأبيض والذى كان السبب فيه وحشية الإنسان.

وفى قاعة مستقلة، يلقى المعرض الضوء على رحلة كاريل حمصى منذ بداية التسعينيات وأعمالها التعبيرية الممتزجة بأسلوب المدرسة الوحشية وألوانها، فيقدم مجموعة متفردة من أعمالها التى شكلت مراحل مهمة فى مسيرتها الفنية منها لوحة السبوع وصلب المسيح وانتحار هتلر وإيفا ورمزية الحياة العدالة والمساواة.

وكذلك لوحة «إيثاكا» التى أعادت صياغة قصيدة الشاعر اليونانى الذى عاش فى الإسكندرية قسطنطن كفافيس، وهى قصيدة رحلة أوديسيوس إلى جزيرة إيثاكا وما تحمله من معانٍ لمواجهة الصعاب وتقدير كل لحظة فى الحياة حتى الوصول إلى الغاية وتقدير كل لحظة فى تلك الرحلة.

«فى تلك الأعمال القديمة تركز الأعمال على قصص سمعناها من قبل لكن برؤية مختلفة»، توضح كاريل حمصى تفاصيل المجموعة القديمة، مضيفة أن لوحة الصلب لا تركز على الفكرة الدينية، ولكن المعنى منها هو رفض كل ما هو جديد حتى لو كانت أفكارًا للأفضل.

وتشير إلى أن لوحة «هتلر وإيفا» توثق اللحظة الأخيرة فى حياة الزعيم الألمانى قبل انتحاره فى مشهد وكأنه مسرحى بخلفية من ستائر حمراء والدمار الذى أحدثه هتلر فى العالم وبجواره حبيبته إيفا ممسكة بورقة الزواج بصرف النظر عن كل التفاصيل، فكان كل ما يهمها فى تلك اللحظة هو الزواج.

وعن أهم لوحاتها، توضح أن لوحة «مصر الحرية» التى رسمتها عام 2009 فى وقت لم يكن

هناك من يفكر فى أى تحرك سياسى أو توقع بحدوث ثورة، حيث رسمت امرأة تلف علم مصر حولها وتمسك بصولجان الحكم فى يدها وتاج توت عنخ آمون وتدخل فى رجليها أسهم تؤثر فى إعاقة مصر وإعادتها للوراء كالتعصب والجهل والفقر والمشاكل الأخرى، وفى الخلفية مشاهد تعبر عن الفوضى بسيارات تسير عكس بعضها، وكذلك مظاهرة تأتى من ميدان التحرير يقودها شيخ وقسيس، فى مشهد بالكامل فى ميدان طلعت حرب.

وتوضح: «ميدان طلعت حرب رمز لنهضة مصر الحديثة عندما بنى الخديو إسماعيل ميادين مصر الحديثة والتى كانت تشبه أجمل مدن العالم، وكانت تبدأ منها الموضة العالمية، فدائمًا أستخدم هذا الميدان رمزًا للتقدم والحضارة ومصر التى نريدها»، مشيرة إلى أن المرأة فى اللوحة تقف على زهرة اللوتس كرمز للخير والنماء.

أما عن لوحة «إيثاكا»، فتوضح أن أشعار كفافيس غيرت حياتها، حيث إنها حملت معانى حول التركيز والاستمتاع بكل محطة فى الرحلة للوصول إلى أى شىء، وعدم الخوف من مواجهة الصعوبات بل التعامل مع ذلك الخوف وكيفية تخطيه مع التعلم والاستفادة من كل محطة فيها، وعند الوصول إلى إيثاكى فا تحزن؛ لأن الكنز كان فى الرحلة وكل دقيقة فيها، فالرحلة أهم من الوصول للغاية.

وأكدت أن أعمالها الجديدة كلها تركز على الزراعة والنباتات بعيدًا عن التشخيص، حيث اختارت ذلك للوصول إلى الراحة النفسية، فكانت تذهب إلى حديقة الأورمان وما بها من أشجار نادرة ومميزة لتأكيد أهمية الانتباه لها ككنز حقيقى، وكذلك حديقة الحيوان، مضيفة: «تلك الحديقة هى ذكريات طفولتى وعاصرت العصر الذهبى لها وكنت أنبهر بجمالها.

أما عن وجود الحيوانات فى لوحاتها، فأوضحت أن هذا أيضًا مهم للغاية، فمثاً وحيد القرن يعد أيضًا «زهرة الكون» التى قطفها الإنسان بسلوكياته، حيث مات آخر وحيد قرن أبيض، وذلك بسبب المجازر التى نفذها البشر فى وحيد القرن حتى أنهوا على تلك الفصيلة تمامًا.

«كاريل حمصى» تتصدى لحالة الضعف بقوة الإيمان والحلم بغد مشرق أكثر خضرة ونماء

قbايا وأحداm

ar-eg

2023-02-04T08:00:00.0000000Z

2023-02-04T08:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/281852942718654

Al Masry Al Youm