طفولة العباقرة!!

لدى الشخص العبقرى القدرة الكبيرة على ضبط النفس والتحكم فى ردود فعله والتحكم بأعصابه فهو شخص رزين فى التعامل مع الآخرين لا يحب المشاكل أو الصراعات .

عنوان هذا المقال ليس من عندياتى ولكنه عنوان كتاب صدر الأسبوع الماضى عن دار المعارف ضمن سلسلة «اقرأ»، السلسلة الثقافية الشهرية، وكاتب هذا الكتاب هو المبدع والكاتب الكبير والباحث القدير الأستاذ فايز فرح نائب رئيس الإذاعة المصرية، ووكيل وزارة الإعلام الأسبق الذى كتب أكثر من خمسة وعشرين مؤلفا باللغة العربية.

وفى مقدمة كتابه يتساءل الأستاذ فايز فرح: لماذ طفولة العباقرة، وليست حياتهم كلها، بما فيها أعمالهم وما قدموه للبشرية من اكتشافات علمية أو أعمال إبداعية فى الأدب والفن والعلم والسياسة؟.

ويجيب: لأن الطفولة هى من أهم مراحل حياة أى عبقرى، وهى غالبا التى تحدد مساره ومستقبله، ومن هنا تأتى ضرورة توضيحها وإلقاء الضوء عليها.

ويقول فايز فرح إن هناك فرقا بين الموهبة والعبقرية، فالموهبة نسبتها فى المجتمع 2.٥ % أما العبقرية فنسبتها تقترب من أن تكون واحدا فى المليون.

وليس صحيحا أن هناك فرقا بين الرجل والمرأة من حيث الجنس فيما يتعلق بالإبداع، لكنه اختلاف فردى من شخص لآخر بناء على الجينات والبيئة المحيطة به سواء كان ذكرا أم أنثى!!.

وكلمة «عبقرى» تأتى من صفة العبقرية وهى واحدة من الصفات المتواجدة فى العديد من الأشخاص، والمقصود بمعناها الذكاء والابتكار فى الأفعال التى يقوم بها، فكلمة عبقرى لها معان كثيرة حسب ما وردت فى الثقافات الغربية والعربية:

فكلمة عبقرى فى اللغة العربية ترجع ل كلمة )عبقَر( وهى تطلق على الشخص فائق الذكاء والمبدع والمختلف.

وفى معاجم اللغة الغربية هناك معنى أكثر شيوعًا ل كلمة عبقرى للعالم البريطانى )السير فرنسيس غولتون( ل الذكاء والمهارة والقدرة على تحقيق الإنجازات.

وجاءت كلمة عبقرى من كلمة )عبقَر( والمقصود بها البادية )كأنهم جن عبقَر( حيث ذكر ابن الأثير أن هناك قرية كان يطلق عليها عبقَر لوجود جن عندما يلاحظون شيئًا غير مألوف يطلقون عليه عبقَرى.

وكان هناك واد يطلق عليه وادى عبقَر يتواجد بنجد وإذا قال أحد الأشخاص على شخص عبقرى كان نسبة لهذا الوادى، حيث جاءت هذة الكلمة بروايات الشعراء أيام عصر الجاهلية، فكانوا يصفون الشعراء بالعباقرة ل وجود علاقة بينهم وبين أصحاب جن عبقَر، ومع تقدم الوقت أصبحت كلمة عبقرى تطلق فى المصطلحات الغربية حيث أطلقوا أن كلمة عبقرى تعنى جنى.

ويتميز الشخص العبقرى بالقدرة على الاستيعاب بطريقة أكثر من غيره، والتصرف بذكاء فى المواقف والأمور التى يتعرض لها فى حياته.

كما أن الشخص العبقرى يمتاز بالطموح والقدرة على تحقيق أهدافه مهما كانت صعبة، والشخصيات العبقرية هى الأكثر تحقيقًا للإنجازات والأحلام التى تتمناها.

كما أن العقلانية من أهم صفات الشخص العبقرى فهو يفكر بعقله أكثر من عواطفه، وهذا الأمر يقوده لتحقيق ما يتمنى والنجاح الذى يريده دائمًا.

ولدى الشخص العبقرى القدرة الكبيرة على ضبط النفس والتحكم فى ردود فعله والتحكم بأعصابه، فهو شخص رزين فى التعامل مع الآخرين لا يحب المشاكل أو الصراعات.

ويحوى كتاب طفولة العباقرة سرد طفولة ثلاثين شخصية أثرت فى الفكر الإنسانى من الشرق والغرب ومن الرجال والنساء، ومن هذه الشخصيات على سبيل المثال لا الحصر: شكسبير وسقراط وأرسطو وابن سينا ودافنشى وسلامة موسى وطه حسين والعقاد وسميرة موسى وعبد الرحمن الكواكبى ومى زيادة وديكارت وأديسون ولويس باستير وغيرهم.

تحية تقدير للكاتب العبقرى الأستاذ فايز فرح، راجيا أن يكون هذا الكتاب دافعا لتنشئة جيل من المبدعين والعباقرة!.