Al Masry Al Youm

«فبراير الأسود».. صعلاةقشالتشهاؤر يحتفل فيه أصحاب البشرة السمراء بإنجازاتهم

كتب- أحمد مصطفى:

يعتقد كثير من الناس حول العالم أن السبب فى تسمية الشهر الثانى من العام الميلادى ب « فبراير الأسود » ، نظرًا لأنه شهد عدة أحداث كارثية، لكن التاريخ يقول عكس ذلك.

تعود الحكاية لأوائل القرن العشرين، حيث غضب المؤرخ والمعلم الأمريكى كارتر جودوين وودسون، من صمت العالم على إنجاز أصحاب البشرة السمراء.

ومن هنا، قرر كارتر النضال من أجل عطلة من شأنها تعزيز إنجازات أصحاب البشرة السمراء لإخبار العالم عن تاريخهم وتقاليدهم، ومكافحة الصور النمطية العنصرية التى تتجاهل مساهماتهم، وفقًا ل « ناشيونال جيوجرافيك » .

بدأ جودوين فى الترويج لإنجازات الأفارقة كمساهمتهم فى تدجين الحيوانات منذ الألفية الخامسة قبل الميلاد، كما غذى الأفارقة المستعبدون تجارة المنسوجات العالمية وتمكنوا من مقاومة مضطهديهم. وعلى الرغم من تفشى العنصرية والقوانين التمييزية، قدم الأمريكيون أصحاب البشرة السمراء أيضا مساهمات مهمة فى الولايات المتحدة، من الخدمة العسكرية إلى الابتكارات الثورية فى النقل والزراعة والأزياء والطعام والحياة اليومية.

كافح «وودسون» الذى ولد فى ولاية فرجينيا، لأبوين مستعبدين لا يستطيعان القراءة، من أجل الحصول على التعليم، وعمل فى مزرعة عائلية وفى مناجم الفحم طوال فترة شبابه وتلقى تعليمًا متقطعًا.

وعلى الرغم من أنه عانى حتى العشرينيات من عمره للالتحاق بالمدرسة الثانوية، إلا أنه ذهب للدراسة فى الخارج وحصل على الدكتوراه فى التاريخ من جامعة هارفارد.

وفى عام 1915، عندما احتفلت الأمة بالذكرى الخمسين لتحرير العبيد فى نهاية الحرب الأهلية، اتخذ وودسون الإجراءات اللازمة وأسس منظمة تُعرف الآن باسم «جمعية دراسة الحياة والتاريخ للأمريكيين من أصل إفريقى» تهدف إلى نشر المعرفة بتاريخ أصحاب البشرة السمراء.

ومن خلال العمل بأموال قليلة وقليل من الدعم، أنشأ «وودسون» وزملاؤه عرضًا فريدًا من نوعه حول تاريخهم وإنجازاتهم فى معرض عام 1915، كما أطلقوا أول مجلة أكاديمية حول هذا الموضوع، والمعروفة الآن باسم «مجلة التاريخ الأمريكى الإفريقى».

بحث « وودسون » باستمرار عن طرق أخرى لنشر تاريخ وإنجازات أصحاب البشرة السمراء. وفى عام 1920 شجع إخوانه على البدء فى اختيار أسبوع للاحتفال بتاريخهم.

وفى عام 1926، عزم الاحتفال بما سماه «أسبوع تاريخ أصحاب البشرة السمراء». وبالفعل بدأ فى الاحتفال به كل شهر فبراير ليتزامن مع عيد ميلاد الرئيس الأمريكى الأسبق أبراهام لنكولن، ونشرت الصحف المخصصة لهم مقالات ذات صلة بالتاريخ، كما احتفلوا أيضًا بإنجازاتهم فى مجالات الفن والموسيقى والأدب.

توفى «وودسون» فى عام ،1950 لكن جهوده فى توثيق التاريخ انتشرت بقوة، مما أدى إلى تأجيج حركة الحقوق المدنية.

استمر «أسبوع التاريخ الأسود» الذى أسسه وودسون فى اكتساب الشعبية، ففى عام 1975 اعترف الرئيس جيرالد فورد، بذلك فى رسالة رسمية تكريمًا لهذا الأسبوع، ووصفه بأنه الأنسب للاعتراف بإسهامات السود فى الحياة والثقافة الأمريكية.

وفى ،1976 توسع الاحتفال ليشمل شهر فبراير بأكمله، تقديراً للذكرى المئوية الثانية للأمة، حيث يستمر الاحتفال لمدة شهر من كل عام حتى عام ،1986 عندما أقر الكونجرس قانونًا يحدد شهر فبراير رسميًا باعتباره شهر التاريخ القومى ل « الأفرو أمريكان » .

وابتداءً من عام 1996 بدأ الرؤساء فى إصدار إعلانات سنوية حول الشهر، ومنذ ذلك الحين يتم الاحتفال به بانتظام فى جميع أنحاء البلاد، وكل ذلك بفضل مؤرخ مخلص رفض غض الطرف عن التمييز.

فنون

ar-eg

2023-02-04T08:00:00.0000000Z

2023-02-04T08:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/282325389121214

Al Masry Al Youm