Al Masry Al Youm

⏮ إسرائيل وثورات الربيع العربى قاسم مشترك يكشف حقيقة الأزمات فى الشام

وأكد «غازى» أن القرارات والمراسيم والقوانين المتعلقة بالعفو عن الشخصيات الفنية وغيرها جاءت فى إطار رأب الصدع ولم شمل أبناء الوطن عن طريق التسامح المتبادل.

وأوضح نقيب الفنانين السوريين أن الدولة تسعى لاحتواء أبنائها، وربما اكتسب الفنانون اهتمامًا خاصًّا، باعتبارهم شخصيات عامة ذات تأثير فى المجتمع، فكانت مراسيم العفو الرئاسية تشملهم كما تشمل أصحاب المواقف السياسية المعارضة فى صورة تعكس الالتزام بالقوانين وتتناغم مع التوجيهات الدولية، التى تدعو لإصدار قوانين العفو، ما يساعد المعارضين على الانخراط فى الحياة السياسية بصورة قانونية.

ورغم ذلك فإن عدد الفنانين، الذين تشملهم مبادرات العفو الرئاسى «محدودة»، ومتى يرغبوا فى العودة فلهم الحق فى العودة إلى الوطن، لا يحتاجون وسطاء، فالفنان ملك المجتمع، يسمو فوق الصراعات السياسية، دون أن يعنى ذلك عدم التزامه بقضاياه الوطنية وانتمائه لاتجاه سياسى ما، لأن الوطن غير خاضع للبيع أو المساومة، ولا ينبغى لأى فنان أو غيره أن يتخلى عن انتمائه الوطنى نتيجة موقفه السياسى.

وقال إن النقد والمعارضة حقوق مصونة، والآراء ملك أصحابها، عندما تكون إيجابية فالكل يجمع ويتفق عليها، وإنه من موقعه داخل سوريا ينتقد أكثر مما ينتقد الآخر، البلد، خارج سوريا، لافتًا إلى أن موضوع الموالاة والمعارضة مصطلحات أُعدت فى الخارج، وهناك من يسعى لتعميقها لتقسيم المجتمع، واستغلتها دول غربية، تحت ذريعة الديمقراطية، لتأجيج الصراع داخل الدول العربية.

وأشار «غازى» إلى أن العرب لا يتمتعون بالنضوج المطلوب، ليمارسوا معارضة حقيقية، معارضة وطنية محلية لا يتم استغالها من أجل العبث باستقرار المنطقة العربية، كما حدث خال «الربيع العربى»، وما شاهدناه فى بعض الدول.

وأضاف «غازى»: «أنا لا أؤمن بأى مصطلح تضعه أمريكا، فيما يتعلق بمسمى ثورات الربيع العربى، لأنهم أرادوه ربيعًا؛ لكنه جاء ملوثًا بالدم والتجويع والفقر، خافًا لوعودهم الكاذبة بالديمقراطية والحياة الرشيدة، مشيرًا إلى أن أحد أهم أهداف الحرب الظالمة، منع تقدم الدراما السورية » .

وأوضح «غازى» أن القنوات الفضائية، بحكم الموقف السياسى، أغلقت الباب أمام الدراما السورية، فأصبح من الصعب تسويقها، وبالتالى ما يهم المنتج هو الحفاظ على رأس المال، وأن يكون غير محسوب على أى جهة، ما انعكس على هجرة كوادر كبيرة من الفنانين، الذين غادروا سوريا بحثًا عن لقمة العيش.

وضرب نقيب الفنانين السوريين أمثلة على تأثير الفنانين السوريين على الدراما العربية، خال فترة الأزمة السورية، موضحًا أن هؤلاء الفنانين أسسوا هوية حقيقية للدراما الخليجية وفى لبنان، من

أجرى الحوار فى دمشقمتولى سالم خال أعمال مشتركة، وساهموا فى أن تحتل الدراما اللبنانية موقعًا متقدمًا من خال تطعيمها بفنانين سوريين ولبنانيين.

ولفت «غازى» إلى أن الحضور السورى القوى، على صعيد المشهد الإبداعى العربى، مكَّن الدراما اللبنانية والدراما الخليجية من أن تزدهر، وساهم فى مشاركة نجوم سوريين فى الدراما المصرية واللبنانية والخليجية.

وأعرب عن أسفه لموجة الإسفاف التى يتعرض لها الفن العربى، «الترند»، وأصبح كل من هب ودب عاوز يغنى، ففى مصر هناك عامل نظافة تعرض للتعامل بطريقة غير لائقة، وبدأ مسلسل دعمه من المواطنين وأصبح «ترند»، وانتقل بعدها إلى الغناء دون خبرة أو دراسة، وهو موضوع يثار على المستوى العربى، من خال مراكز متخصصة لعبت دورًا فى تفكيك البنية الفكرية العربية لضرب الذائقة الحقيقية لأسرة والمجتمع العربى، ومن يتحمل هذه التبعات المؤسسة الرسمية؛ لأنها هى المسؤولة.

وأوضح نقيب الفنانين السوريين أن السوشيال ميديا تعكس حالة الفوضى؛ فضاء كبير يتحكم فيه جهات خارجية )مراكز دراسات ومراكز أبحاث ومنظمات معنية بتفكيك منظومة شعب معين(، وقد تستهدف بنيته الفكرية والأخاقية، ما يسهل عليها السيطرة لتنفيذ ما تريده، وهؤلاء يروجون ل«الترند»، دون أن تكون لهم عاقة بالفكر أو المهنة، وغير حاصلين على شهادات أكاديمية.

واقترح نقيب الفنانين السوريين، لضبط محتوى الفن العربى، أن تصاغ وثيقة شرف ترعاها الدولة، تتضمن ضوابط لها عاقة باحترام الذائقة الفنية وعقل المتلقى، لأن هذه مجتمعاتنا وعلينا تنمية الحس الفنى داخلها، عبر فن أصيل، وهذا واجب كل من يعمل فى الحقل الفنى.

وأشار «غازى» إلى أن المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الرسمية، باعتبارها المعنية بضبط إيقاع النتاج الغنائى، والذوق العام والحفاظ على الهوية العربية، لأن المؤسسة الرسمية هى الأساس، موضحًا أنه على المنتج أن يتحلى بأخاقيات تحترم المجتمع، ولا يقدم له الفن المبتذل؛ لأننا نعيش حالة من الفوضى تهدد الفن الأصيل.

وعن مدارس الفن العربى أكد نقيب الفنانين السوريين أن مدرسة الشام توافقت مع المدرسة المصرية، وهناك تاقح تجارب وانصهار لبعض التجارب، مشيرًا إلى أن دراسة التاريخ توضح أن رواد المسرح العربى؛ منهم أبو خليل القبانى، ومارون النقاش وجورج أبيض، انتقلوا من الشام إلى مصر وأسسوا مسرحًا جمياً، وكذا الفنان فريد الأطرش استقر فى مصر وغنى باللهجة المصرية والشامية وهذه التوأمة اعتمدت وأسست مفهومًا وفكرًا قوميًّا.

وأضاف «غازى» أن الجانب الغنائى، خال الزمن الجميل، بدأ منذ قرن وكان لدينا عمالقة سكنوا الوجدان، وعلى رأسهم سيدة الغناء العربى أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وكثر يعيشون بيننا.

وأوضح نقيب الفنانين السوريين أنه لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أن الغناء بدأ فى مصر، بوابة وقِبلة الفنانين العرب، لمن يرغب فى الشهرة وتحقيق الذات بشكل جميل؛ فكان لا بد من أن يذهب إلى مصر، وهذا ما حدث مع فنانين عظماء؛ مثل فريد الأطرش وأسمهان.

وأشار «غازى» إلى أن هناك مجموعة كبيرة من المدارس الفنية نسميها ألوانًا غنائية؛ منها العاطفى والطربى والشعبى، ولدينا فى سوريا رواد لهذه المدارس؛ لدينا العظيم الفنان الراحل صباح فخرى، وهو من أهرامات الفن العربى، والفنانة ميادة الحناوى ولدينا فنانون أكدوا ذواتهم فى مدارس أخرى مثل الفنان فؤاد غازى وعصمت رشيد وموفق بهجت وفهد بان.

وقال نقيب الفنانين السوريين: «لا نستطيع أن ننسى مدرسة الرحبانية فى لبنان؛ فا نستطيع أن ننسى الفنانة فيروز، أمد الله بعمرها، والعماق الراحل وديع الصافى، فقد استفاد الجميع من تجارب هؤلاء الفنانين، وتاقحت التجارب والمدارس الغنائية؛ فكانت تجمع العرب فى بوتقة واحدة لتقدم نتائج جيدة».

واستدرك «غازى»: لكن بقى الغناء على مستوى الوطن العربى يعانى من ظلم شركات الإنتاج والشاشة؛ لأن الفنان بحاجة إلى منبر إعامى وشاشة. وأوضح أن بعض القنوات لجأت إلى إبرام عقود احتكار للفنانين، مع ظهور الفضائيات، مشيرًا إلى أن هذه القنوات منبر مغرٍ، لأنها تمتلك البريق، وأصبحت هناك عقود عمل واحتكار لحق الفنانين.

وأشار إلى أنه كلما اتسعت القنوات الفضائية تجزأت المتابعة، بسبب المنافسة

بين الفضائيات، كى تجذب الجمهور، وفقًا لقضايا تركز عليها؛ فبدأ الانزلاق باتجاه «أنا أسمع بعينى ولا أسمع بأذنى»، لافتًا إلى أن الأغنية العربية فقدت بعض مامحها الأصيلة، من خال استهداف شركات الإنتاج والقنوات الفضائية جذب الجمهور، واتجاهها إلى الشكل بعيدًا عن المضمون، مع عدم الاهتمام بأصحاب المواهب فى اللحن أو الكلمة؛ ما أدى إلى عزوفهم عن الساحة الغنائية وأصبح هناك ضعف فى اللحن والكلمة الغنائية؛ ما أدى إلى عدم احترام الذوق العام أو احترام عقل المجتمع وبدأوا بتشويه جوهر الأغنية العالمية.

ولفت «غازى» إلى أن هناك دورًا للمنتج فى الحفاظ على الهوية العربية فى الغناء والفن العربى؛ لكن لا أعوّل عليه كثيرًا، لأن المنتج تاجر يستهدف الربح، وبالتالى مسؤوليته الأخاقية تكون مغيبة عن تبنى فن أصيل؛ لذا ساهم رأس المال الخاص فى غياب المامح الأصيلة للغناء العالمى، رغم أن هناك استثناء وهو أن بعض المنتجين قدموا أفامًا رائعة.

وأشار نقيب الفنانين السوريين إلى وجود نماذج جيدة لمنتجين، خال فترة الازدهار الفنى، على مستوى الدراما والغناء، ارتبطت بمنظومة العمل العربى فى مصر وسوريا ولبنان، خال فترتى الخمسينيات والستينيات، حتى عام 1973، وهو العصر الذهبى للفن، وتغيرت المنظومة بعد هذا العام إلى ما وصلنا إليه بالتركيز على المال.

و أكد «غازى» أنه على صعيد الدراما العربية فقد ازدهرت، بعد استقال الدول العربية، أو من خال من عمل بمجال السينما واالتلفزيونات العربية التى تأسست خال فترة الستينيات، كما أن الراديو كان منبرًا مهمًّا فى إظهار المواهب قبل التلفزيون.

وأوضح نقيب الفنانين السوريين أن الفيلم السينمائى المصرى ونجوم مصر إلى الآن هم بيننا يعيشون فى وجداننا العربى، ولا يمكن لأحد أن ينسى طفولته عندما كان يعيش فى الريف وكنا نسير مسافة 8 كيلومترات مشيًا على الأقدام كى نحضر فيلمًا مصريًّا فى سينما المدينة؛ ثم نعود إلى قريتنا، ما دفع باتجاه ظهور أعمال سينمائية لبنانية سورية مصرية، ومثال ذلك الفنان دريد لحام، الذى شارك فى مجموعة كبيرة من هذه الأفام مع نجوم مصريين ومجموعة من الفنانات.

وشدد «غازى» على أن الحلقة الأهم فى مسيرة الإبداع الفنى فى سوريا لها عاقة بالإنتاج الدرامى التلفزيونى، وأسس لها بفترة الثمانينيات والتسعينيات وقد بدأت فى سوريا نهضة الإنتاج التلفزيونى فى بداية التسعينيات مع شركات إنتاج خاصة وتألقت الدراما السورية، بالتوازى مع تألق ونجاح الدراما المصرية.

وأوضح نقيب الفنانين السوريين، أن ذلك يعود لأن هناك محتوى مختلف، ) اللهجة المصرية بخصوصيتها(، لافتا الى ان الجمهور العربى يستسيغ اللهجة المصرية، وهناك لهجة سورية ولغة عربية فصحى لاعمال التاريخية، وهو ما كرسته واكدته الدراما السورية، فأخذت موقع متاخم لموقع الدراما المصرية.

وأشار إلى أن أهم ما يميز مصر أنها عريقة فى الإنتاج وصناعة النجوم وانتشارهم على مستوى الوطن العربى، ولا أحد يستطيع أن يسحب البساط من تحت أحد.

ولفت «غازى» إلى أن هذه الظروف ساهمت فى احتال الدراما السورية مكانها لدى المستمع والمشاهد العربى، كما احتلت الدراما المصرية مكانها فى قلوب المشاهد العربى، وأصبحت هناك منافسة إيجابية؛ فقدمت الدراما السورية مضامين ترتبط بكل ما له عاقة بالتاريخ المعاصر وما له عاقة بالشعراء فى التاريخ العربى، ما دفع باتجاه ازدهار الدراما التاريخية، مشيرًا إلى أن شغف الدراما بالتاريخ وأداء الممثل السورى وتمكنه من اللغة العربية الفصحى منحتها السبق.

ولفت إلى أن الدراما الاجتماعية السورية تناولت كل ما له عاقة بالمعاصر، وتميزت بمواضيع جريئة، بل تجاوزت الخطوط الجريئة؛ منها تناول قضايا الفساد ومواضيع شائكة فى المجتمع؛ ما أثار حفيظة البعض.

وما إن تخرج من مكتب النقيب محسن غازى، حتى تشعر كأنك تركت قلبك فى دمشق، فترى ما يربط مصر والشام حقيقة متأصلة، تسمو فوق الخافات، وتتمنى العودة إلى الشام وكأنك شربت ماء النيل، ليلح عليك حنين العودة مرة أخرى.

«الترند» وراء تدهور الدراما والأغنية العربية «السوشيال ميديا» تتحكم فيها جهات خارجية ومراكز أبحاث معادية

متابعات

ar-eg

2023-02-04T08:00:00.0000000Z

2023-02-04T08:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/282441353238206

Al Masry Al Youm