Al Masry Al Youm

زوجات الخلفاء الراشدين جميلة بنت ثابت

أما رواية وأد عمر لبعض بناته فباطلة لا تصح لأنه من المعلوم أن أول امرأة تزوجها عمر هى زينب بنت مظعون أخت عثمان وقدامة فولدت له حفصة ابنة عمر، واحدة من أمهات المؤمنين، وعبدالله وعبدالرحمن الأكبر، كما جاء فى البداية والنهاية لابن كثير.. وكان ميلاد حفصة قبل البعثة بخمس سنوات، كما جاء فى المستدرك وغيره الذين نقلوا، عن عمر، قوله: «وُلدت حفصة وقريش تبنى البيت قبل مبعث النبى، صلى الله عليه وسلم، بخمس سنين»، ولهذا فهى كبرى بنات عمر، ولم يؤذها، فلماذا يئد مَن هى أصغر منها؟!، ولماذا انقطعت أخبار مَن وُئدت فلم يذكرها أحد من أقاربها ولم نجد لها ذكرًا فى أبنائه؟!، فقد سُموا لنا جميعًا وسُمى لنا مَن تزوجهن عمر فى الجاهلية والإسلام، لذا فحكاية الوأد أيضًا غير صحيحة.. ولم نجد فيما اطّلعنا عليه من المراجع شيئًا يوثق هذا الأمر، ولو افترضنارغم عدم وجود مراجع تثبت- أن هذا الأمر قد حدث، فإن الإسلام يجُبّ ما قبله.. وقد وجب التنويه ونحن نحكى عن علاقة عمر بن الخطاب بالنساء.

ويُذكرنى هذا الأمر بحديث للرسول محمد، عليه الصلاة والسلام، رواه عقبة بن الحارث، يقول فيه: «لَوْ كَانَ بَعْدِى نَبِىٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ».

وقد اختلف فى الحديث أهل العلم، فمنهم مَن صححه، ومنهم مَن أعَلَّه، وممن صححه الحاكم، ووافقه الذهبى، وحسّنه الترمذى، وكذا حسّنه الألبانى فى صحيح الترمذى.

وعلى القول بصحة الحديث؛ فلماذا قال: لو كان بعدى نبى لكان عمر، ولم يقل: )لكان أبابكر(، حيث إن أبابكر- رضى الله عنهأفضل من عمر باتفاق أهل السنة؟!، فللعلماء فى ذلك أقوال، منها أنه خص عمر بالذكر لكثرة ما وقع له فى زمن النبى، صلى الله عليه وسلم، من الواقعات التى نزل القرآن بها، فوافق فيها قوله ما نزل من القرآن بعد؛ فكان قريبًا من النبوة قربه من القرآن، إلا أنه لا نبى بعد محمد، صلى الله عليه وسلم.

ونتابع حكايات زوجات عمر، ونصل إلى جميلة بنت ثابت بن أبى الأقلح الأنصارية.. كان اسمها «عاصية» فى الجاهلية، فسماها رسول الله بعد إسلامها «جميلة».. تزوجها عمر بن الخطاب فى السنة السابعة من الهجرة فولدت له ولدًا واحدًا فى عهد رسول الله، هو عاصم بن عمر بن الخطاب، وهو جد عمر بن عبدالعزيز لأمه، ثم طلقها عمر. ورغم أن اسمها جميلة، فإنها كانت تُكنى ب«أم عاصم» نسبة لابنها عاصم بن عمر بن الخطاب، الذى سمته على اسم أخيها. وقال عنه الذهبى: «كان ابنها من نبلاء الرجال، دَيِّنًا، خيِّرًا، صالحًا، وكان بليغًا، فصيحًا، شاعرًا»، ولأخيها حكاية أرويها لكم المرة القادمة إن شاء الله.

/ايا سا نة

ar-eg

2023-06-03T07:00:00.0000000Z

2023-06-03T07:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/281535115376737

Al Masry Al Youm