Al Masry Al Youm

«وريقات لونها أخضر» حدائق مصر التراثية تستغيث!

75 أمانى محمد

ثروة خضراء تمتلكها مصر من الحدائق والمتنزهات، أهميتها لا تكمن فى قيمتها البيئية والجمالية فحسب، فهى أيضًا علامة تاريخية وتراثية، وبعضها يعود عمره لأكثر من مائة عام، وشكلت وجدان وذكريات المصرين، فيما تعرض البعض الآخر للإهمال وطواها النسيان.

وتتنوع الحدائق التراثية فى مصر ما بن حدائق نباتية وأخرى ملحقة بقصور أو جامعات أو متاحف، وحدائق متخصصة مثل الأسماك والحيوان، والحدائق المستقلة، فتمتد بن القاهرة والإسكندرية وأسوان ومحافظات أخرى.. وطبقا لميثاق فلورنسا الصادر عام 1982، فالحدائق التى أنشئت قبل منتصف القرن العشرين تعد تاريخية، وكلما كان التاريخ بعيدا أصبحت ذات قيمة أكبر.

ومن بن الحدائق التراثية فى مصر تأتى حدائق المنتزه وحدائق أنطونيادس بالإسكندرية، أما فى القاهرة فهناك حديقة قصر محمد على بالمنيل وحديقة الأسماك وحديقة الأندلس وحديقة قصر محمد على فى شبرا، وحديقة الأزبكية، وحديقة الأورمان وحديقة الحيوان.

وتتميز تلك الحدائق إما بوجود نباتات نادرة أو معمرة، مثل الموجودة فى حديقة الأورمان، أو تحتوى على تشكيلات معمارية متميزة كالكهوف والجبلايات مثل جبلاية حديقة الأسماك، وبعضها كان مقصدا سياحيا مثل حديثة المنتزه بالإسكندرية، وحدائق أخرى ارتبطت بالتاريخ القومى مثل حديقة الأزبكية التى أنشئت عام 1872 وكان الخديو إسماعيل يقيم فيها الاحتفالات الرسمية، وكانت مقصدًا لحفلات أم كلثوم وكبار المطربن المصرين والعرب.

وتقول الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة

والتصميم العمرانى بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إن الجمال والسعادة والصحة وجودة الحياة كلها معايير ترتكز على مدى توفير المناطق المفتوحة واللون الأخضر، فلا يجوز التعدى على المسطحات الخضراء والأشجار والنباتات فى الفراغات العمرانية المفتوحة.

وتوضح فى حديثها ل«أيقونة» أن بعض الحدائق خضعت للتطوير، مثل الأورمان والحيوانات بالجيزة، وهناك تحفظات على بعض بنود المشروع، كما أن بعض الحدائق تعرضت لأعمال تطوير غيرت معالمها الأصلية مثل المنتزه، وبعض الحدائق التاريخية لم تعد موجودة مثل حديقة ميدان العتبة و% منحديقةالأزبكية.

وتؤكد أن تلك الحدائق تحتاج إلى رعاية خاصة فى إطار الأسس الفنية التى وضعها الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى الدليل الذى أعده فى هذا الشأن من خلال خبراء مختصن للحفاظ عليها وحمايتها وصيانتها.

وعن مقترحات الحفاظ عليها، تقول «حواس» إن القوانن غير مطبقة، ويجب الاعتماد على الأسس الفنية التى ينص عليها القانون، والشفافية فى المشروعات المطروحة فى تلك الحدائق، مضيفة أن مشروع تطوير حديقة الحيوانات والأورمان فى الجيزة به بعض المقترحات غير القابلة للتنفيذ، مثل التلفريك وكذلك الفندق والسيرك، لأن الأورمان حديقة نباتية للبحوث والأنواع النادرة.

وأوضحت أن جهاز التنسيق الحضارى وجّه بعض التحفظات على المشروع ولم يعتمده، والأمل ألا يتم تنفيذ المشروع إلا بعد اعتماده من الخبراء والمختصن، مضيفة أن «مصطلح تطوير غير جائز فى المناطق التراثية، لكن يمكن اعتماد رفع الكفاءة أو إعادة التأهيل أو الحفاظ عليها، وهذا له قواعد ثابتة فى العالم كله».

«الأصل فى مشروعات الحفاظ على المناطق التراثية هو استعادة المكان الأصلى ورفع كفاءته وإعادة تأهيله، وليس التخطيط لتطويره وتعديل ملامحه، فيجب الحفاظ على طبيعته التاريخية والتراثية».. تقول سهير حواس موصية بضرورة مراعاة طبيعة المكان فى أى أعمال منفذة لرفع الكفاءة وإصلاح المرافق، مثل الكهرباء أو المياه أو الحفر لإمداد تلك الوصلات؛ «لأن الحفر فى حديقة مثل الأورمان سيؤثر على النباتات ويجب تحديد كيفية الحفاظ عليها أثناء العمل، فهناك العديد من الاحتياطات اللازمة فى مثل هذا المشروع».

وفى الدليل الإرشادى للحدائق ذات الطابع المعمارى المميز، يوصى جهاز التنسيق الحضارى بإعادة تأهيل تلك الحدائق بإيجاد الاستخدام الملائم لعناصر الموقع طبقا لخصائصه، من خلال التعديل

والإضافة والإصلاح، بما يساعد هذه العناصر على احتفاظها بقيمتها التاريخية والثقافية، استجابة لاستخدام أو احتياج ضرورى للمكان، بشرط أن يلائم ذلك القيمة التاريخية للحديقة ويحافظ على الشكل والتكوين الخاص بالموقع.

كما يوصى فى أعمال الترميم بإعادة رسم الصورة البصرية والمادية للموقع كما كان عليه فى فترة زمنية ما باستخدام إعادة التجمع أو إزالة أو حذف العناصر المضافة وغير المتوافقة مع قيمة المبنى.

واستضافت جامعة القاهرة قبل أيام محاضرة بعنوان «نوستالجيا الحدائق التراثية.. حواديت وريقات لونها أخضر»، شارك فيها عدد كبير من الشخصيات، أبرزهم الدكتورة سهير حواس وعمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، والدكتور عماد أبوغازى، وزير الثقافة الأسبق، حيث أدارت الندوة الدكتورة هبة نصار، نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق.

وقدمت الدكتورة سهير حواس عرضا تقديميا تناول تاريخ الحدائق التراثية فى مصر وتطورها على مر العقود، ومن بينها حديقة الأزبكية وحديقتا الأورمان والحيوانات بالجيزة، وسبل إدارتها طوال السنوات الماضية، وكيفية الحفاظ عليها باعتبارها الرئة التى تساعد على الحياة الصحية فى المدينة، والاهتمام بالتشجير والزراعة، وتفعيل القوانن الخاصة بالتراث، وأن تكون ملزمة للجميع.

ضايا وأحدا

ar-eg

2023-06-03T07:00:00.0000000Z

2023-06-03T07:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/281741273806945

Al Masry Al Youm