حكاية «الإمام البوصيرى».. أجمل التماثيل فى بنى سويف

⏮ أسرته جاءت من المغرب إلى بنى سويف وعاش فيها 19 سنة قبل الانتقال إلى القاهرة ثم وافته المنية بالإسكندرية

يُعَد تمثال الإمام البوصيرى من أروع التماثيل الحديثة فى محافظة بنى سويف، كما يُعتبر أشهرها وأعظمها فى عهد الرئيس السيسى. وتم إنشاء التمثال فى عام ،٢019 وأزاح المستشار هانى عبدالجابر، محافظ بنى سويف السابق، الستار عنه.

يعتلى التمثال قاعدة خرسانية مُغلفة بالرخام، ويتوسط ميدان السكة الحديد فى مدينة بنى سويف. يبلغ طول التمثال ٤.٥ متر، ويزن حوالى ٤٥0 كيلو، ونفذه الفنان محمد ماضى، وكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة بنى سويف، بتفاصيل ملابس العصر. وتبرز براعة الفنان فى تفاصيل الوجه والعمامة والحرملة والجبة والقفطان.

والإمام البوصيرى مولود فى قرية «دلاص» التابعة لمركز «ناصر» بمحافظة بنى سويف، ويُعتبر رمزًا من رموز المحافظة الدينية، صاحب أشهر قصيدة مدح فيها الرسول، عليه الصلاة والسلام، والتى عرفت باسم «البردة النبوية». ويحتل تمثال الإمام البوصيرى أهمية كبيرة لدى السوايفة، حيث أمر الدكتور محمد غنيم، محافظ بنى سويف، قبل شهر رمضان، رئيس المدينة، المحاسب هانى الجويلى، بإعادة تطوير الميدان والحفاظ على تمثال الإمام البوصيرى لما يمثله من أهمية تاريخية ودينية.

ويروى مؤمن مخلوف، مدير عام الآثار الإسلامية فى بنى سويف، أن الإمام البوصيرى من قرية «دلاص»، وأن جذوره ترجع إلى قبيلة «صنهاجة»، من بربر الصحراء الجنوبية للمغرب الأقصى. وقد انتقل إلى القاهرة ليتلقى علوم العربية والأدب، وتُوفى فى الإسكندرية عن عمر يبلغ 87 عامًا. وكان الإمام البوصيرى شاعرًا صنهاجيًّا اشتهر بمدائحه النبوية، وشُهد له بالريادة والأستاذية فى هذا الفن بلا منازع. وكان البوصيرى قد حفظ القرآن فى طفولته، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره.

ومن قصائده المعروفة فى المدائح النبوية قصيدته «الحائية»، وتُعد قصيدته الشهيرة «الكواكب الدرية فى مدح خير البرية»، المعروفة باسم «البردة»، أهم أعماله. وقد شرحها الشيخ الأمهرى، فى كتابه «مختصر الكواكب الدرية فى مدح خير البرية»، وهى قصيدة طويلة تقع فى 160 بيتًا.

ويقول الخبير الأثرى إن للبردة ونظمها حكاية، فهى تزامنت مع شلل نصفى

أصاب البوصيرى، فالبوصيرى كان يعانى شللًا نصفيًّا، ولكنه لم ييأس، واستمر فى تأليف قصائد الشعر، ومن بينها قصيدة البردة النبوية. وقد عُرفت هذه القصيدة بأنها تحتوى على تعابير شعرية خلاقة وإيقاعات متناغمة، وتُعد من أجمل قصائد المدح النبوى فى التراث العربى.

ويُعد تمثال الإمام البوصيرى فى محافظة بنى سويف إضافةً مهمةً للمنطقة الدينية والثقافية، ويجذب الكثير من الزوار والسياح إلى المحافظة، كما يمثل تكريمًا للشاعر الإسلامى العظيم البوصيرى، حيث يُعَد تمثاله من أحدث المعالم السياحية والثقافية فى محافظة بنى سويف، ويمثل تكريمًا لهذا الشاعر العظيم، الذى ألهم الكثيرين بمدائحه النبوية الجميلة. ويُتوقع أن يزيد اهتمام الزوار بالمحافظة بمجرد اكتمال المشروعات السياحية الأخرى التى تم الإعلان عنها من قِبَل الحكومة، والتى تهدف إلى تطوير المنطقة وجذب المزيد من السياح. ويُعتبر تمثال الإمام البوصيرى إحدى الوجهات السياحية المتميزة فى مصر، حيث يستطيع الزوار الاستمتاع بالمنظر والجمال الفنى للتمثال والاستماع إلى قصص الإمام البوصيرى وإنجازاته الأدبية والثقافية.