Al Masry Al Youm

أسرة «ضحية الدفاع عن طفل السلام» تروى تفاصيل المأساة

⏮الضحية لوالده قبل وفاته: «قتلونى غدر يا بابا.. وحقى فى رقبتك».. والأب يطالب بالقصاص

كتب- إيهاب عمران:

لسان حاله يعجز عن وصف حزنه، وهو يحتضن صورة ابنه، مرددًا: «ابنى وسندى فى الدنيا راح.. اتقتل أمام عينى معرفتش أعمله حاجة،» هكذا يندهش الأب عن سبب قتل ابنه على يد 5 أشخاص بسبب دفاعه عن «طفل صغير،» ومعاتبته إياهم لتعديهم بالضرب عليه فى الشارع، ليباغتوه ب6 طعنات أنهت حياته فى مشهد مرعب.

الحزن يكسو وجه «حسن»، والد المجنى عليه، «محمود»، صاحب 21 عامًا، كونه طالبه مرارًا وتكرارًا: «روح شغلك، وخلينا فى نفسنا، وسيبنا من المشاكل» ظنًّا منه أنه يحميه من الشر، حيث يقول: «الجيران لم يتركوه فى حاله بسبب غيرتهم من ابنى، كونه محبوبًا من جميع أهالى المنطقة، حتى أعمت الغيرة قلوبهم وبصيرتهم، بدون رحمة قتلوه قدام عينى.»

ويحكى الأب بداية مأساة منذ 6 أشهر، حيث كان «محمود» عائدًا من عمله فى محل العطارة، ووجد أمامه خناقة بين طفلين يتشاجران أثناء لعبهما، فتدخل لفض الاشتباك بينهما حتى لا يُصاب أحد منهما، لكن لم تمر سوى لحظات حتى حضر أحد أقارب الطفلين، فانهال بالضرب على الطفل الآخر، وقتها تدخل ودافع عنه ابنى من جديد، مرددًا: «حرام عليكم ده عيل صغير ميعرفش حاجة.»

وأضاف الأب أنه أثناء ذلك نشبت مشادة كلامية بين «محمود» وأقارب أحد الطفلين بسبب تعديهم على الآخر، ثم تحولت إلى مشاجرة بينهما، وخلالها انهالوا عليه بالضرب، ورموه بالحجارة، وأصابوه بقطع فى وتر اليد، وعلى الفور تم نقله إلى المستشفى، لكنه أُصيب بعجز فى يده اليمنى بنسبة 65%، وانتقل إلى قسم شرطة دار السلام، وقمنا بتحرير محضر ضد المتهمين، وعلى الفور انتقل رجال المباحث للقبض عليهم، وتم حبسهم على ذمة القضية.

وظلت المحاولات والمناوشات من أحد أقارب المتهمين لإجبار «محمود» على التنازل عن المحضر، لكن كل هذه المحاولات انتهت بالفشل بسبب التهديدات التى يتلقاها أبناء «حسن» من أسرة المتهمين حتى أقدموا على التعدى على أحدهم فى الشارع، كنوع من الترهيب من أجل التنازل، ليتابع: «ابنى رفض التنازل عن المحضر بسبب الإصابة التى تسببوا فيها بعجز يده وعدم قدرته على تحريكها، وظل يردد أنا هاخد حقى بالقانون، ومش هتصالح مع حد، ولا هتنازل، وقتها حاولت والدة المتهمين تحرير محضر رسمى ضده، ادعت أنه أقدم على ضربها فى الشارع، حتى صعد الموضوع إلى النيابة العامة،

وجاءت تحريات المباحث بعدم وجود أى دلائل من المحضر، وكذّبت ما ادّعته السيدة».

بعد مرور الوقت، حققت النيابة العامة فى القضية، حتى أمرت بإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، وقتها تطاير الشر فى عينى أحد أقاربهم، ثم بدأوا فى إرسال بعض التهديدات عن طريق أحد الجيران، بعبارات «لو شوفناك هنقطعك.. هنعجزك فى إيدك التانية»، ولذلك تدخل أحد الجيران بالمنطقة لإنهاء النزاع بينهما بعقد جلسة صلح، لكنه اشترط على المتهمين إحضار فدية لإنهاء أى خلاف بينهما، ورغم موافقة أسرة الضحية، إلا أن أسرة المتهمين رفضوا الحضور إلى الجلسة إلا فى حالة تنازل «محمود» عن المحضر. ويتابع «حسن»: «بعد مرور أسابيع من عقد الجلسة التى انتهت بالفشل، واقتراب موعد النطق بالحكم على المتهمين، تفاجأنا بحضور مجموعة من أقارب المتهمين إلى المنزل، ووجهوا تهديدات لابنى، وظلوا يرددون: لو ماتنازلتش عن القضية هنموتك وهنحزن أمك عليك وكانوا يحملون شومًا وآلات حادة، لكنه لم يتشاجر معهم، وتدخل الأهالى ومنعوا حدوث مشاجرة جديدة، وقتها تلقيت اتصالًا هاتفيًّا من )محمود(، وهو يحكى وكأنه يُحملنى نتيجة سكوته على ما حدث معه من المتهمين.. هددونى بالقتل علشان أتنازل عن المحضر شفت آخر السكوت، افتكروه ضعف، لكنى حاولت امتصاص غضبه، وطالبته بالذهاب إلى عمله، وكأن شيئًا لم يحدث، ولم يخطر على باله أنهم يتربصون له أثناء ذهابه إلى عمله لينهالوا عليه بالضرب، ويسددوا له 6 طعنات بالصدر والبطن والرقبة، حتى فارق الحياة، وتركوه وسط بركة من الدماء، وفروا هاربين.»

ويواصل الأب- وهو يبكى: «وقت حدوث الجريمة، كان رجال المباحث يتواجدون داخل منزلنا بسبب ادعاء من والدة المتهمين بقيام أحد أشقاء )محمود( بخطف ابنتها كنوع من الخداع والحيلة الشيطانية، لكن وقتها تفاجأنا بأصوات وصرخات متتالية تملأ أجواء المنطقة من الجيران، مرددين: الحقونا.. )محمود( اتقتل، وعلى الفور توجهت إلى مكان الواقعة، وهناك لقيته على الأرض سايح فى دمه، وهو يردد قبل أنفاسه الأخيرة: قتلونى غدر يا بابا.. وحقى فى رقبتك.» وتلقت أجهزة الأمن بالقاهرة إخطارًا من قسم شرطة دار السلام من مستشفى قصر العينى بوصول شاب مصابًا بعدة طعنات فى أماكن متفرقة من الجسد، ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة إسعافه، وبالانتقال تبين العثور على جثة شاب يُدعى «محمود حسن»، فى العقد الثالث، ويعمل فى محل لبيع العطارة، مِلْك والده، وبالفحص تبينت إصابته ب6 طعنات. وقررت جهات التحقيق بالنيابة العامة بالقاهرة حبس 4 أشخاص متهمين بقتل شاب طعنًا بالسكين، أثناء مشاجرة بينهما بسبب دفاعه عن صبى صغير فى منطقة دار السلام، لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات. وبإجراء التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة 4 متهمين، وأن خلافًا وقع بين المتهمين والمجنى عليه قبل عدة أشهر بسبب لعب الأطفال، وتجدد بينهم وقاموا بالتعدى عليه بأسلحة بيضاء على أثره، ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة إسعافه بالمستشفى، وعقب تقنين الإجراءات، تمكن رجال المباحث من ضبط المتهمين، وبمواجهتهم اعترفوا بقتل المجنى عليه، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.

حوا ث وقضايا

ar-eg

2023-06-03T07:00:00.0000000Z

2023-06-03T07:00:00.0000000Z

https://almasryalyoum.pressreader.com/article/282540137724001

Al Masry Al Youm