مصرع طبيب وابنته فى حادث دهس ب«شيراتون المطار»

كتب- إيهاب عمران:

وقف شابان، أكبرهما يبلغ من العمر 33 عامًا، فى حالة ذهول واندهاش بعد رؤية جثمانى والدهما وشقيقتهما على الأرض والدماء تحيط بهما من جميع الاتجاهات، إثر تعرضهما لحادث دهس أسفل عجلات سيارة ملاكى، ليصرخ الأول بصوت يخالطه البكاء: «بابا وأختى ماتوا فى وقت واحد،» يحتضنه شقيقه وهو ينهار: «كانوا لسة وافقين تحت البيت.. السواق كان بيطيح فى اللى قدامه يمين وشمال فدهسهم وحطم عربيتين ومحل تجارى .»

يحكى الابن الأكبر «أحمد» مأساة حادث دهس والده وشقيقته: «قبل نحو دقائق من هذا المشهد الحزين؛ كان والدى الطبيب أشرف الكيلانى وشقيقتى )دينا( يقفان بمحيط المنزل بمنطقة مساكن شيراتون المطار، ذلك بعد الانتهاء من تلقى عزاء جدتى فى مسجد الصديق بمساكن شيراتون، حتى باغتتهما سيارة ملاكى كانت تسير بأقصى سرعة، وفى مشهد مرعب صدمتهما، ليلفظا أنفاسهما الأخيرة فى ثوانٍ معدودة.»

ويضيف فى حسرة: «فزع أهالى المنطقة من صوت ارتطام قوى على الأسفلت جذب انتباه المارة الذين هرولوا تجاهه ليتفاجأوا بالصدمة حينما وقع نظرهم على والدى وشقيقتى وهما غارقان فى دمائهما، وحاول أهالى المنطقة نقلهما إلى المستشفى لإسعافهما، لكنهما لقيا مصرعهما،» لافتًا إلى أن السائق المتهم كان دائم القيادة بسرعة فائقة فى نطاق حى شيراتون بصفة دورية،

ومعروف عنه أنه يستعرض قدراته فى القيادة بحركات استعراضية فى الشارع، وكأن أرواح المواطنين لعبة بين يديه.

ويتابع «أحمد»: «عندما وصلت إلى مكان الحادث، وجدت السيارة مقلوبة على ظهرها من قوة السرعة التى كان يسير بها السائق فى منتصف الطريق، وبجوارها جثتا والدى وشقيقتى، وبجوارهما جمع كبير من الناس، وبخطوات بطيئة اقتربت وقعدت أهز فيهم وأقول لهم قوموا سبتونا لمين؟.. ملناش حد غيركم!».

ويستكمل: «المتهم كان يقود سيارته بسرعة فائقة، وهذا ما تم إثباته فى تقرير الحادثة، وجاء ضمن قرارات النيابة العامة التحفظ على السيارة المتسببة فى الحادث، وعرضها على لجنة هندسية لبيان السرعة التى كانت عليها السيارة وقت ارتكاب الحادث،

وأمرت بالتحفظ على المتهم داخل مستشفى هليوبوليس، كونه مصابًا بجروح سطحية.. نفسى أشفى غليلى من المتهم».

«محمود» شاهد عيان ممن نجوا من الموت بأعجوبة، وصف ما حدث بأنه: «منظر مرعب لسيارة أثناء دخولها على الناس وهى تدهس الطبيب وابنته، السائق كان يسير بسرعة، وحطم سيارتين، وكسر شجرة من جذورها، وظهر أنه فقد السيطرة على قيادتها.. لم يكن تحت تأثير المخدرات، ومعروف عنه أنه من الأشخاص الذين يقودون السيارة ويتلاعبون بها بحركات استعراضية فى الشارع».

وأضاف: «السائق- أثناء شد فرامل اليد- فقد السيطرة على السيارة، فتمايلت منه، ولم يستطع إيقافها، فوجد فى طريقه الطبيب وابنته أسفل منزلهما، فدهسهما، ثم جن جنونه،

واستكمل طريقه، وحطم سيارتين، وكسر شجرة فى الشارع ودمر محلًّا تجاريًّا».

كشفت التحريات الأولية، حول مصرع الطبيب وابنته فى حادث دهس، أن كاميرات المراقبة وثقت لقطات مرعبة قبل وقوع الحادث، تبين أن المتهم كان يقود السيارة بسرعة فائقة مع حركات استعراضية، حيث إنه كان يتسابق مع السيارات أثناء سيره، لكن باغتته سيارة أخرى، وعندما حاول تفاديها، فقد القدرة فى السيطرة على سيارته بسبب السرعة الجنونية التى كان يسير عليها.

وأضافت التحريات أن المتهم حاول إيقاف السيارة، لكنها انحرفت منه يسارًا لتباغت الطبيب «أشرف الكيلانى» وابنته «دينا أشرف» أثناء وقوفهما بمحيط منزلهما بمساكن شيراتون بالقاهرة، بدهسهما وإنهاء حياتهما فى الحال وتدمير سيارتين ومحل تجارى، وعلى الفور تم إلقاء القبض عليه، والتحفظ على السيارة المتسببة فى الحادث.

وتلقت غرفة عمليات شرطة النجدة بالقاهرة بلاغًا من الخدمات الأمنية أعلى الطريق بدائرة قسم شرطة النزهة، يفيد بوجود مصادمة، وعلى الفور انتقل رجال مرور القاهرة إلى مكان الواقعة، وبالفحص تبين أنه أثناء عبور طبيب شهير وابنته الطريق بمنطقة النزهة، صدمتهما سيارة مسرعة، ما أسفر عن مصرعهما، وتم نقل الجثتين إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة، وتمكن رجال المباحث من ضبط السائق والسيارة المتسببة فى الحادث.