حان الوقت الآن

نتمنى الشفاء العاجل للمصابين بحريق مبنى جهاز 15 مايو والرحمة للموظفة المتوفاة. ولكن بعد هذا الحادث الأليم، ومع علمى بموقع الجهاز بحكم عملى كمدير محاجر، كنت أتردد على المبنى المنكوب، أود أن أشير إلى الآتى: لقد حان الوقت أن نتعامل مع منشآتنا الحكومية كموظفين باهتمام مثل منازلنا، ونقوم بتصحيحها أولا بأول حتى لا يتطور الأمر إلى حرائق وحوادث. حان الوقت لتعليم الموظفين فى أى منشأة حكومية كيفية استخدام طفايات الحريق، أو بتدريب من المنشأة. حان الوقت لعمل محاكاة لخطة الطوارئ لأى منشأة عمليا ونظريا، خاصة فى حالة الطوارئ )حريق أو زلزال(.. أين أماكن تجمع الأفراد؟ ومَن المسؤول عن الإخلاء؟.. وأتساءل: هل حان الوقت لنقل مسؤولية حماية المنشآت الحكومية لشركات سلامة وصحة مهنية متخصصة تقوم بمراجعة الاشتراطات الخاصة بمعايير السلامة وتطبقها؟.

باب الطوارئ من أهم الأبواب فى المبانى ذات الأدوار المتعددة، ويكون على سلم الطوارئ، ووظيفته عند الحريق

هروب الموظفين منه إلى خارج المبنى. مطلوب مراجعة هذا الباب فى جميع المنشآت، خاصة فى الأبراج السكنية والمستشفيات، وأنه يعمل جيدا ويفتح للخارج. لنعتبر هذا الحادث درسا نتعلم منه، فليقم كل منا بدوره فى مراجعة الاشتراطات الخاصة بالسلامة كأبواب وطفايات ونظام الإطفاء، وكل منشأة لها اشتراطاتها فى السلامة طبقا لقوانين الدفاع المدنى. مطلوب فقط مراجعة مبدئية سريعة كإجراء أوّلى، ثم تصحيح ما يمكن تصحيحه، وبعدها التوعية والمراجعات الدورية. تقوم شركات القطاع الخاص بنشر الحوادث التى تخصها فى مجالها فى أى مكان بالعالم لتوعية العاملين بها والتعلم من الحادث والدروس المستفادة والمراجعات الفورية خلال 24 ساعة. أتمنى أن ينتشر هذا الفكر فى المنشآت الحكومية، لأنه مهم جدا أن نتحدث عن أرواح البشر وممتلكاتهم.. عندها لا صوت يعلو على صوت السلامة والصحة المهنية.

المهندس/ حسام محمد أبوالعلا- القاهرة الجديدة